لا يعرف حلاوة وعظم الصدقة إلا من جربها
إذا بحثت عن سبب مشاكلنا في هذه الحياة فستجد أنها واحد من اثنين..
عدم الصدق مع الله .. وجني المال بأية طريقة كانت.
وكلا الحالتين بينهما رابط لا ينقطع ، فعدم الصدق يُضيع أجر الأعمال
حتى لو كانت طيبة ، والبحث عن المال بأية طريقة يُوقع الناس في الشر ، حتى لو كانت
نواياهم حسنة.
من يقرأ سيرة الشيخ سليمان الراجحي بإمعان ربما يتضح له ما نقوله،
فالرجل جمع الاثنين .. المال والصدق مع خالقه.
في الكتاب الصادر بعنوان "سليمان الراجحي – منظومة حياة"
يتضح أن الشيخ لم يكتف بجعل المصرفية الإسلامية عنواناً للنجاح المحسوب لدين
الإسلام في الغرب ، وإنما أقنع الغرب نفسه بأن صلاح اقتصادهم يكمن في تلك التجربة
المالية المتفردة ، وقد آمن الغرب فعلياً بذلك ، عندما رأوا بأعينهم كيف نجت
البنوك التي تعتمد المصرفية الإسلامية منهجاً لها من الضربات القاصمة والمؤلمة
لأزمة 2008م الشهيرة وما تلاها من أزمات.
وأي
قارئ لمذكرات الشيخ سليمان الراجحي يمكنه أن يرى بوضوح ويتخيل رؤية ذاك الرجل
بعيدة المدى ، عندما ذهب إلى مصر والسودان كي يزرع ويُرغم الأرض القاحلة أن تطرح
أزهاراً وثماراً وقمحاً يحقق الاكتفاء الذاتي ، ويجعل العرب يأكلون من عمل أيديهم
بدلاً من الاعتماد على غيرهم .
وقد أثبتت الأيام والسنون أن الشيخ سليمان الراجحي كان يملك من
الرؤية الثاقبة الكثير ، فقطاعات الزراعة في الدول العربية كغيرها من قطاعات
الزراعة في الدول النامية تواجه العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية
مثل المتغيرات المناخية العالمية، وندرة المياه، والتصحر، واتساع المناطق الجافة
والأراضي القاحلة.
كما أن الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وضعف الاستثمارات
والإنتاجية الزراعية، وارتفاع معدل زيادة السكان، والفجوة الغذائية، وأزمة الغذاء
العالمية، كلها أسباب تدفع باتجاه أهمية اقتناص الفرص الخارجية للنجاح في تحدي
تحقيق الأهداف الإنمائية وخاصة محاربة الفقر والجوع ، لاسيما وأن الفجوة الغذائية
العربية تزداد سنوياً ، وتشمل في داخلها منتجات الحبوب والسكر والزيوت واللحوم
والألبان ، وهي بلا شك تحتاج لحلول غير تقليدية ، ولذا كان الشيخ يفكر بعقلية
واعية يفتقدها للأسف كثير من رجال الأعمال ممن ينظرون تحت أقدامهم .
ومن الكتاب يمكنك أن تخرج بعدة فوائد منها:
-"إذا صدق الإنسان مع الله واحتسب الأجر في
كل ما يعمله أثابه الله على ذلك في الدنيا والآخرة".
- لا
يعرف حلاوة وعظم الصدقة إلا من جربها ، واعتادها ، وحث عليها ، واعتمدها أسلوباً
لحياته ، ويقول الشيخ في كتابه : .. " وقد تعلمت من التجارة أن البركة تحل على الأموال بدفع
الصدقات وتأدية الزكاة".
-
البركة.. هي مال آخر يُضاف إلى المال المكتسب، وهي العماد الرئيس لتلك الأموال أن
تستمر في مجرى الحياة لتحفظ لصاحبها ثمرة عمله في الدنيا والآخرة.
-
العمل لوجه الله يأتي بالدنيا إلى صاحبها، فيما ينتظره التكريم الأسمى والأفضل والأعلى
شرفاً ومجداً في الآخرة.. وهذا هو الفوز العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق