ملخص كتاب الزيج الصابئ ..
أكثر من ستين موضوعاً تناقش منازل الكواكب والتقاويم المختلفة
لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب شهرة كتاب
"الزيج الصابئ" ، وامتداد تلك الشهرة رغم قدم الكتاب وتأليفه في فترة
زمنية بعيدة ، وربما كان مرد ذلك إلى الإبداع الذي لاحظه كل من قرأ الكتاب، الذي
حظي بقبول واسع من علماء الفلك المسلمين الذين جاءوا بعد مؤلفه محمد البتاني ، وأيدوه في كثير مما جاء به في جداوله الفلكية ، كما
نال الكتاب أهمية كبرى لدى علماء الفلك في أوروبا.
تظهر في الكتاب الإرصادات التي قام بها البتاني للنجوم ، وكذلك الآلات
الفلكية التي استخدمت في عهده ، وطريقة صنعها ، إضافة إلى الأخطاء التي كان يقع
فيها بعض من اشتغلوا بعلم الفلك في زمنه.
وناقش الكتاب منازل الكواكب السيارة ومساراتها ، وقارن بين التقاويم
المختلفة عند العرب والروم والفرس والقبط.
كما قسم الكتاب منازل القمر إلى ثمان وعشرين منزلة كما كانت عند
العرب قبل أن يدرس العلماء التقسيم الهندي ، ولكن البتاني استخدم في تقسيمه الأصول
الهندسية والفلكية.
كذلك عرج الكتاب على موضوع
الكواكب الثابتة ومعرفة أوضاعها بالنسبة للدوائر السماوية، وطول السنة الشمسية عن
طريق الرصد، وكذلك الاختلاف في حركة الشمس وعدم انتظام سرعتها بين يوم وآخر على
مدار السنة، وحركات القمر والكسوف والخسوف ، وبعد الشمس والقمر عن الأرض وأسباب أوجه القمر.
ثم يبحث الكتاب أيضاً مسار القمر ونقطتي تقاطعه مع مسار الأرض ورؤية
الهلال والخسوف وكذلك تناول كسوف الشمس وأحوال ومواضع وحركات المجموعات الشمسية.
ويقال إن تسمية "الزيج" بـ "الصابئ" ترجع إلى
أصل قبيلته ممن كان يطلق عليهم الصابئة.([1])
تقسيم دائرة الفلك
وبالمجمل يضم الكتاب أكثر من ستين موضوعاً أهمها :
-تقسيم دائرة الفلك وضرب الأجزاء بعضها في بعض وتجذيرها
وقسمتها بعضها على بعض.
-معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة.
-مقدار ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار وتجزئة هذا
الميل.
-معرفة أقدار ما يطلع من فلك معدل النهار، ومطالع البروج
فيما بين أرباع الفلك.
-معرفة أوقات تحاويل السنين الكائنة عند عودة الشمس إلى
الموضع الذي كانت فيه أصلاً، وحركات سائر الكواكب بالرصد ورسم مواضع ما يحتاج إليه
منها في الجداول في الطول والعرض.
وأدت شهرة
كتاب "الزيج الصابئ" ومؤلفه وما جرى تدوينه فيه من علوم إلى أن يهتم به
علماء الغرب ، فجرى طبعه في عام 1899م بالعاصمة الإيطالية روما.
التعريف بالمؤلف
مؤلف الكتاب هو : ابن
عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني ولد في حران 850 م ، وتوفي في العراق 929 م.
وهو
يُعد من أعظم فلكيي
العالم ، وقد عرف قانون تناسب الجيوب ، واستخدم معادلات المثلثات
الكروية الأساسية.
وعاش البتاني ، في القرن الرابع الهجري ، وانتقل من بغداد في العراق إلى
إنطاكية في سوريا ، التي أنشأ بها مرصده الشهير ، الذي قضى فيه زمناً طويلاً يرصد
السماء بكواكبها ونجومها وشمسها وقمرها ، بعد أن قرأ كل ما كتبه العجم والعرب في
علم الفلك .
وقد ألف البتاني كثيراً من الكتب والرسائل التي أفادت البشرية ، مثل :
تعديل الكواكب ، معرفة مطالع البروج ، أقدار الاتصالات
كما أدخل اصطلاح جيب التمام ، واستخدم الخطوط المماسة
للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية، وأطلق عليها اسم (الظل الممدود)
الذي يعرف باسم (خط التماس).
كما تمكن من إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من
العمليات والمسائل التي حلها اليونانيون هندسياً من قبل ، مثل تعيين قيم الزوايا
بطرق جبرية.
وترجع شهرة البتاني إلى عدة أمور أهمها رصده حالات عديدة
من كسوف الشمس وخسوف القمر ، وتعيينه لقيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار
(أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس).
كما أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي ، ونجح في قياس
طول السنة الشمسية، وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و 22 ثانية فقط ، وفقاً لما
اكتشفه العلماء بعده.
[1] - تعتبر
الصابئة من أقدم الفرق و الطوائف التي اختلفت كتب الفرق و التاريخ بالحديث عنهم ،
والصابئة في اللغة تعني : أولئك الخارجين على عبادة قومهم ، المخالفين لهم في
ديانتهم، ويقال أنه قد يكون هؤلاء أتباع
ديانة قديمة اختلطت بالفلسفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق