ملخص كتاب سير أعلام النبلاء ..
راصد علماء الفلك .. ومترجم لسيرهم وإنجازاتهم
|
في
هذا الكتاب الذي تصل مجلداته إلى الثلاثين جمع مؤلفه محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي أبو عبد الله شمس الدين تراجم لآلاف الشخصيات التي
أثرت الحضارة الإسلامية ، وأفادت الأجيال المختلفة ، وقد ضمن تلك المجلات تعريفاً
بعدد كبير من علماء الفلك ، بصفة ربما لم تصل إليها الكتب الأخرى ومنها المتخصص في
علم الفلك نفسه.
بدأ الكتاب الذي حققه مجموعة من المؤرخين بمقدمة شرح فيها منهج الذهبي
، ثم أورد
في الفصل الأول حياته ومنزلته العلمية والبيئة التي
نشأ بها ، ثم تناول عنايته بطلب العلم ، ورحلاته في ذلك.
ثم تحدث عن طبيعة دراساته وصلاته
الشخصية وأثرها في تكوينه الفكري ، وكذلك نشاطه العلمي
ومناصبه التدريسية.
وقد شرع الإمام الذهبي في ترتيب مؤلفه سنة (732هـ) ، وهو مرتب على
(35) طبقة ، من بدء الإسلام حتى سنة 700هـ.
كما ألحق الذهبي بمؤلفه هامشاً أو (ذيلاً) من سنة 700 حتى 740هـ في
خمس طبقات ، ولم يلتزم في مفهوم الطبقة مدة محددة، فبينما بلغت الطبقة (31) 26
سنة، بلغت الطبقة (35) 9 سنوات.
وقد امتدح العالم الشيخ
مشهور حسن آل سليمان الكتاب بقوله : ( إن الإمام الذهبي من المعظمين لشيخ الإسلام
ابن تيمية ، ومن المؤرخين المنصفين ، فكتابه "سير أعلام النبلاء" من
نفائس الكتب، ترجم فيه لأعلام النبلاء، من هذه الأمة ، وذكر سيرهم وهو كتاب نافع
مليح غايةً، أسلوبه رائق، ومر على أعلام الأمة وقسمهم على طبقات وترجم لهم".
ويرى بعض المؤرخين أن "سير أعلام النبلاء" يُعد أحد الكتب
التي استخرجها الذهبي من كتابه الضخم : (تاريخ الإسلام) ، لكنه أسقط الحوادث ،
مكتفياً بالوفيات. ومن هنا جاءت مطبوعته في (23) مجلداً، أي أنها تقارب نصف مطبوعة
تاريخ الإسلام ، وقد ضمنه روايات لم يودعها التاريخ، وتوسع في بعض تراجمه.
ومن بين علماء الفلك الذين ذكرهم الكتاب العالم الكبير أبو الوليد أحمد بن رشد الفيلسوف الطبيب، الفلكي الفيزيائي ، وقال إنه كان مغرماً بعلوم الفلك منذ صغره، فكان يلاحظ الفلكيين حوله يتكاتفون
لمعرفة بعض أسرار هذه السماء في وقت الظلام ، وحين بلغ الخامسة والعشرين من عمره
بدأ ابن رشد يتفحص سماء المغرب من مدينته مراكش والتي من
خلالها قدم للعالم اكتشافات وملاحظات فلكية جديدة، واكتشف نجماً لم يكتشفه
الفلكيون الأوائل.
وقال الكتاب إن ابن رشد كان يتمتع بملكة عقلية
باهرة ، فكان يناقش نظريات بطليموس بل إنه نبذها من أصلها وأبدلها بنماذج جديدة تعطي
تفسيرات فضلى لحقيقة الكون ،
وقدم للعالم تفسيراً جديداً لنظرية رشدية جديدة سميت "اتحاد الكون
النموذجي".
كما ترجم الكتاب للشيخ العلامة
ذي الفنون كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس الشافعي ، الذي ولد في سنة 551، وكان
يضرب المثل بذكائه وسعة علومه .
كما اشتهر اسمه ، وصنف ، ودرس ، وتكاثر عليه الطلبة ، وبرع في
الرياضيات، حتى إن العلامة الأثير الأبهري كان يجلس بين يديه وحتى أنه فضله على
الغزالي.
وكان الشيخ يعرف الفقه والخلاف والمنطق ، ودرس كتب الفلك ومنها المجسطي الذي وضعه العالم بطليموس ، كما درس
نظريات أقليدس ، وكل ما يتعلق بعلم الهيئة، والحساب، والجبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق