التصرف الجميل .. يُصلح الأخطاء
عام 1887م ، في بريطانيا، تُوفي هنري وارد، الذي كان
يُوصف بين معارفه بـ "الرجل البليغ" لمهارته اللغوية، فجاء أصدقاؤه للتحدث
عنه أمام بعض الحضور، كالعادة في مثل تلك المواقف.
أحدهم بذل ما استطاع لكتابة كلمته باهتمام، لكنه عندما
قرأها أمام زوجة هنري، كانت هزيلة كسائر الخطابات التقليدية.
كان يمكن للزوجة وقتها أن تنتقد المتحدث، لكنها اكتفت
بالإشارة إلى أن الكلمة تصلح لتكون مقالة في صحيفة (نورث أميركان ريفيو)، وبذلك
امتدحت الكلمة، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أنها لا تصلح كخطاب.
وفي اليابان كان أحد المدراء يتجول بأحد مصانع الفولاذ،
حينما مر بالقرب من بعض موظفيه الذين كانوا يدخنون، وفوق رؤوسهم عُلقت إشارة تقول :
ممنوع التدخين.
فهل لفت انتباههم وقال : ألا تعرفون القراءة ؟ كلا بل
سار نحوهم، وقدم سيجارة لكل واحد منهم قائلاً : سأكون ممتناً لو دخنتم هذه السجائر
في الخارج.
عندئذِ أدركوا أنه علم بمخالفتهم القانون، وقدروا له حسن
معاملته؛ لأنه لم يذكر شيئا عن الأمر، بل منحهم هدية صغيرة، وجعلهم يشعرون
بأهميتهم.
ما المعنى
المستفاد من كل ذلك ؟ .. يمكنك أن تشير إلى أخطاء الناس
بشكل غير مباشر .. إن أردت أن تغير الناس من دون التسبب بالازدراء، أو
إثارة الاستياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق