الخميس، 13 يونيو 2019

ملخص كتاب مواقف من إيثار الصحابة





الإيثار ..
خُلق أهل القرآن





﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9] .. هكذا كان الصحابة يحبون الخير لإخوانهم فكانوا يجودون بما عندهم مع حاجتهم إليه، وهو أعلى درجات السخاء، إذ السخاء عبارة عن بذل ما لا يحتاج إليه المحتاج أو لغير محتاج، والبذل مع الحاجة أشد .. فهل يقتدي الجيل الحالي بهم؟

في الكتاب الذي أصدره القسم العلمي بمدار الوطن بعنوان : "مواقف من إيثار الصحابة" يورد معدوه القصة التي نزلت بسببها الآية الكريمة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله r فقال : إني مجهود، فأرسل إلي بعض نسائه، فقالت : والذي بعثك بالحقِّ نبيًّا ما عندي إلا ماء.
ثُمَّ أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتَّى قلن كلهن مثل ذلك، فقال : «من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله؟»، فقام رجل من الأنصار، فقال : أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا، إلا قوت صبياني، قال: فعَلِّليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإذا أهوى ليأكل قومي إلى السراج حتى تطفئيه.
قال : فقعدوا، وأكل الضيف، فلما أصبح غدا على النبي r، فقال : « قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة » فأنزل الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [رواه البخاري ومسلم].
ويورد الكتاب قصصاً عدة تتشارك كلها في معنى واحد وهو حب الصحابة والتابعين بعضهم بعضاً وهي الصفة التي امتدح بها القرآن الكريم أهله وأعلاهم وأدام بها ذكرهم إلى يوم الدين.
ومن القصص الأخرى : «جاء فُضيل بن مرزوق وكان من أئمة الهدى زُهدًا وفضلاً إلى الحسن بن حيٍّ، وكان لا يأتيه ولا يعلمه أنه ليس عنده إلا عند ضيق شديد فيخبره، فأتاه فأخبره أنه ليس عنده شيء.
فقام الحسن فأخرج ستَّة دراهم، وأخبره أنه ليس عنده غيرها، فقال: سبحان الله ليس عندك غيرها وأنا آخذها!؟ فأبى الحسن ابن حيٍّ إلا أن يأخذها كلها، وأبى فضيل بن مرزوق حتى ناصفه، فأخذ ثلاثة، وترك ثلاثة» [رواه المزي في تهذيب الكمال].
جزاء المؤثرين
كما أورد الكتاب قصصاً أخرى تشير إلى كرم الله سبحانه وتعالى الذي يفيض به على من آثروا غيرهم على أنفسهم، ومن ذلك :
ما رواه عبد الله بن عامر، عن بريرة : «أنها كانت عند أم سلمة رضي الله عنهما فأتاها سائلٌ وليس عندها إلا رغيف واحد، فقالت : يا بريرة، أعطيه السائل، فتثاقلت، ثم تكلَّم السائل، فقالت : يا بريرة، قومي فأعطيه، فتثاقلت، ثم قالت لها : قومي فأعطيه، قالت : فلما رأيتها قد عزمت، قُمت فأعطيته، وليس عندنا طعام غيره.
فلما أمسينا وأفطرنا دعت بماء فشربت ثُمَّ وضعت رأسها، فغفت، فإذا إنسان يستأذن على الباب، فقالت: يا بريرة، انظري من هذا؟ قالت : فإذا إنسان يحمل جفنة فيها شاة مصلية وفوقها خبز قد ملأ الجفنة قالت بريرة : فمن السرور ما دريت كيف رفعت. فقالت أم سلمة: كيف رأيت؟ هذا خير أم رغيفك.
قالت : قلت : بل هذا. فقالت الحمد لله، هذا مع ما ادَّخر الله عزَّ وجلَّ لنا إن شاء الله. قالت : ولقد كان آل رسول الله r يأتي عليهم الهلال ثم الهلال ما يوقدون فيه نار سراج ولا غيره» [رواه البيهقي].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أجمل 10 قصص تربوية على الفيسبوك

أجمل 10 قصص تربوية على الفيسبوك أحببت أن نستفيد قليلاً مما يُنشر عبر الانترنت، خاصة صفحات الشبكات الاجتماعية كفيسبوك،   فجمعت أ...