جولة مشوقة بين مفاتيح وأسرار الإقناع
حتى ينهض الوعي
والفكر ويستمر ويتطور فلا بد من تعلم مهارات التأثير ووسائل التفاوض والإقناع ليس
ذلك فحسب بل لا بد من نقلها إلى الواقع بالتطبيق والممارسة، فجميع الوظائف
والأعمال تتطلب مستويات متباينة من مهارة التأثير، بل تصبح الحاجة ماسة لرفع قدرة
المعلم والسياسي والقاضي والبائع والمربي والصحفي والكاتب والموظف والمدير وكل فرد
يحتاج إلى هذه المهارة ليحقق النجاح في عمله.
من هنا تأتي أهمية كتاب "تأثير لا يقاوم"
للمؤلفين : الدكتور سعيد المالكي والأستاذ سعد الحمودي ففي هذا الكتاب الذي
يتكون من 181 صفحة قام المؤلفان بوضع الكثير من الأسرار والأساليب بين يدي القارئ،
وأسهبوا في الوصف والشرح لمواضيع ( غامضة ) لم يتم الخوض فيها من قبل في المكتبة
العربية، ولنكون منصفين فالكتاب يهدف إلى تغيير وجهة نظر كل من يقرأه خصوصاً عندما
يضع القارئ يديه على المفاتيح والأسرار المتعلقة بالتأثير والإقناع.
واستخدم المؤلفان لغة مبسطة وأمثلة عديدة عند الحديث
عن المفاهيم الحديثة المتعلقة بالاتصال والحوار والتأثير والإقناع.
سهلة الفهم
يتكون كتاب ( تأثير لا يقاوم ) من ستة فصول مشوقة
وسهلة الفهم وهذه الميزة يمكن ملاحظتها عند تصفح الكتاب فبساطة الطرح أضافت قيمة
عظيمة لفصول هذا الكتاب.
عند مطالعة الفصل الأول والذي يوضح معنى الإقناع ومعنى
التأثير ولماذا نحتاج إلى تعلم مهارات التأثير عند اتصالنا بالآخرين، يتضح أن
الإنسان لا يستطيع أن ينجح في حياته العملية والشخصية ما لم يحتك ويتواصل مع
الآخرين، ويتحاور معهم ويناقشهم مع ملاحظة أن الآخرين يختلفون في طريقة فهمهم
وتفسيرهم ومعالجتهم للأمور وبما أن لكل إنسان أهداف يرغب في أن يحققها في حياته
المهنية والشخصية فإنه بحاجه ماسة إلى معرفة وتطبيق وسائل وأساليب احترافية عند
اتصاله وتواصله بمن حوله.
نجاحنا في الحياة يعتمد على الآخرين بشكل أو بآخر ،
ولينجح الإنسان فإنه بحاجه إلى دعم وتأييد ممن حوله وليحصل على الدعم يحتاج إلى
مهارات التأثير والإقناع والتي ستزيد من قدرته الإقناعية ومهارته عند التفاوض
والحوار مع الآخرين.
وأخيراً فإن القارئ سيلاحظ التعريف الذي أطلقه
المؤلفان عند تعريف الإقناع والذي يظهر لنا أنهما يبسطان المفاهيم، ويخاطبان الكل
بطريقة غاية في التشويق.
مهارة الاستماع والإنصات
يأتي الفصل الثاني بالمزيد من التشويق عند الحديث عن
مهارة الاستماع والإنصات والتطرق إلى العوامل التي تتسبب في تشتت الانتباه ويختم
المؤلفان الفصل الثاني بتمرين عملي جميل يساعد القارئ على التطبيق واكتشاف الذات.
لا يوجد إنسان ضعيف
القارئ سيفاجأ عند قراءته للفصل الثالث وخصوصاً عندما
يدرك أنه لا يوجد إنسان ضعيف بل يوجد إنسان يجهل نقاط قوته، هذا الفصل يتحدث عن (
بصمة العقل ) والأسرار التي تخفي على أغلب البشر فخلال المراقبة المستمرة لعمليات
الاتصال بين الناس تنشأ الخلافات وسوء الفهم.
هذا الفصل يخوض أيضاً في تأثير نمط الشخصية على عملية
الاتصال ، ويمكن لمن يقرأ هذا الجزء من الكتاب أن يتغير كلياً ، وأن يؤثر في كل من
حوله لأنه سيمتلك أداة قوية تلعب دوراً أساسياً في التأثير والإقناع ، ويختم
المؤلفان هذا الفصل بطريقة عملية مكونة من أربع خطوات لتربط المعلومة بالتطبيق.
التأثير وتحقيق الأهداف
الفصل الرابع خصصه المؤلفان لطرح وعرض الأدوات
والأساليب التي ترتقي بمهارة الاتصال وصولاً إلى التأثير وتحقيق الأهداف، وهذه
الأدوات والأساليب موجهة للاستخدام من قبل الجميع ومناسبة لتفعيل جميع الاتصالات
والارتقاء.
يتكون هذا الفصل من 16 موضوعاً متعمقاً منها على سبيل
المثال لا الحصر القواعد الأربعة للاتصال ومراحل الاقتراب النفسي ، وينتقل
المؤلفان خلالها إلى كيفية تحليل العقل للمعلومات والتفسير الذاتي ويختم الفصل
بأقوى الأساليب اللغوية على الإطلاق والتي يتوجب على محترفي الاتصال من محاورين
ومفاوضين إتقانها.
ما يميز هذا الفصل هو الطريقة التي استخدمها المؤلفان
عند كتابته فيلاحظ القارئ السهولة والمرونة وتبسيط هذه الأدوات والأساليب ليسهل
استخدامها ونقلها إلى التطبيق على كافة المستويات والأصعدة.
الكلمات المؤثرة
هدف المؤلفان في الفصل الخامس إلى إثراء القارئ
وتزويده بكل ما يحتاج إلى معرفته من فنيات والتي تصقل مهارته ومن ذلك تعريف القارئ
بالكلمات المؤثرة وأيضاً الكلمات التي تضعف من القدرة على الإقناع ، كما تطرق
المؤلفان إلى أنواع الأسئلة وفن طرحها كما قاما أيضاً بالتطرق إلى موضوع متقدم في
الاتصال وهو الأوامر الخفية وصناعة الكلمة.
وختم المؤلفان هذا الفصل بالقواعد الست للإقناع
باستخدام اللغة حيث يجد القارئ تركيبات وقواعد لغوية تهم جميع المهتمين بالحوار
والتفاوض والإقناع.
العلاقات التبادلية
يتفرد الفصل السادس من كتاب ( تأثير لا يقاوم )
بالحديث عن نظرية العلاقات التبادلية أو نظرية العلاقات البشرية والتي تحلل تركيبة
الشخصية البشرية، وقد عمد المؤلفان إلى تبسيط هذه النظرية وأخذ المناسب من
تطبيقاتها.
قد يتساءل البعض ...
لماذا الحاجة لتعلم مهارات التأثير؟
قد لا ندرك مدى حاجتنا إلى بعض المهارات
إلا في وقت متأخر أو بعد فوات الأوان، وفيما يتعلق بمهارة التأثير فالجميع بلا
استثناء في أمس الحاجة إليها ، إلا من اختار أن يكون في هذه الحياة
"هامشياً"، وهناك أسباب تجعلنا نعيد التفكير في مدى حاجتنا إلى الاتصال
باحتراف والسعي لإتقان مهارة التأثير ومنها:
"إن نجاحنا في الحياة
يعتمد على الآخرين بشكل أو بآخر، فلكي تصل إلى ما تريد وتحقق أهدافك في هذه الحياة
تحتاج إلى الدعم ممن حولك وهذا الدعم يمكن الحصول عليه بسهولة إذا ما أتقنت
استخدام مهارات الاتصال والتأثير بفعالية من أجل إقناع الآخرين وكسب تأييدهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق